{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات: 15]
نجد كيف أنَّ المسؤولية المتجسدة بعنوان الجهاد في سبيل الله -سبحانه وتعالى- بالنفس وبالمال هي جزءٌ رئيسيٌ وأساسيٌ من الإيمان، وهي المحك المهم الذي يجلي مصداقية الإنسان في انتمائه للإيمان، وهذا ما لم يكن يرغب به الأعراب، الأعراب أرادوا إيماناً لا مسؤولية فيه، إيماناً لا يكون الموقف جزءاً منه، لا يكون العطاء جزءاً منه، لا تكون التضحية جزءاً منه، لا يكون الجهاد جزءاً منه، أرادوا إيمان الشعائر الدينية فحسب، إيماناً يقتصر على الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج مثلاً، بعضاً من الشعائر الدينية، بعضاً من الالتزامات الدينية التي يرون فيها أنها بسيطة، وأنها سهلة، وأنها غير مكلفة؛ أمَّا إيماناً يدخل فيه الموقف، يكون الموقف جزءاً منه، تكون المسؤولية جزءاً أساسياً منه، أمَّا الإيمان الذي يستند ويعتمد على اليقين، على الثقة
اقراء المزيد